المجاز المرسل

                            المجاز المرسل

تعريفه:

المجاز المرسل فرع من المجاز اللغوي وفيه تكون العلاقة بين الكلمة المستعملة في غير معناها الحقيقي، ومعناها الحقيقي الأصيل قائمة على غير المشابهة. ولا بدّ من وجود قرينة ملفوظة أو ملحوظة تدل على عدم إرادة المعنى الحقيقي.

 و هوضرب من التوسع في أساليب اللغة وفن من فنون الإيجاز، ووسيلة من الوسائل التي تساعد على بلاغة التعبير وعلى جماله وحسن وقعه في نفوس المتذوقين ، ذلك أن المعنى يُنقل من مدلول اللفظ الأصلي أو الوصفي إلى مدلول جديد ، هو أكثر اتّساعا ، وأبعد أفقا ، وأدعى إلى التأمل.[1]

علاقاته المجاز المرسل:

من علاقات المجاز المرسل ما يلي:

1- العلاقة السّببية: هي كون الشيء المنقول عنه سببا ومؤثرا في غيره، نحو:رعينا الغيث، فالغيث سبب في ظهور العشب.

2-  العلاقة المسبَّبية: هي أن يكون المنقول عنه مسبّبا وأثرا لشيء آخر، نحو: أنزل الله من السماء رزقا أي أنزل من السماء غيثا كان سببا في الرزق. فالغيث سبب ، والرزق مسبب.فهو مجاز مرسل علاقته المسببية.[2]

3- العلاقة الكليّة:   هي كون الشيء متضمّنا للمقصود ولغيره، نحو شربت ماء النهر. والمقصود شربت جزءا قليلا منه. وهذا مجاز مرسل علاقته الكلية والقرينة الدالة عليه عقلية. لأن المرء ليس باستطاعته أن يشرب كل ماء النهر.

4- العلاقة الجزئية: هي كون المذكور ضمن شيء آخر، نحو : إنّ العدوّ عيونه في كلّ مكان. أي جواسيسه،  والعين جزء من الجاسوس، يستعين بها ليرى ما يحدث في البلاد الأخرى، ثم ينقل ما رأى إلى بلاده.

5- اعتبار ما كان: هو النظر إلى الماضي، نحو قوله تعالى:« وءاتوا اليتامى أموالهم»[3]

واليتيم في اللغة هو الصغير الذي مات أبواه، ولم يبلغ بعد سن الرشد. والمقصود هنا البالغ العاقل الراشد، الذي كان في صغره يتيما. فهذا مجاز مرسل علاقته الماضوية أو اعتبار ما كان. 

6- أو اعتبار ما سيكون:هو النظر إلى المستقبل، نحو قوله تعالى على لسان أحد أصحاب يوسف في السجن :« إنّي أراني أعصرُ خمرا»[4]

الخمرة لا تعصر ، وإنما يعصر العنب، فيكون منه الخمر في المستقبل . وهذا مجاز مرسل علاقته المستقبلية، أو اعتبار ما سيكون.

7- العلاقة المحلية: هي كون الشيء يحلّ فيه غيره، نحو قوله تعالى: « فليدعُ ناديه سندع الزبانية»[5]  ذكر النادي وقصد من يجلس فيه من كبار القوم . مجاز مرسل علاقته المحلية، ذكر المحل وقصد الحالّ به.

 8- العلاقة الحالِّية : هي كون الشيء حالاّ في غيره، نحو قول المتبي:

إني نزلت بكذّابين، ضيفهم * * * عن القرى وعن التّرحال محدود

أراد أنه نزل بأرض الحاكم فيها من الكذّابين. ذكر الساكن وأراد المسكن. فهذا مجاز مرسل علاقته الحالّية .

9- العلاقة الآلية: هي كون الشيء واسطة لإيصال أثر شيء إلى آخر، نحو قوله تعالى: فأتوا به على أعين الناس»[6]

المراد على مرأى من الناس.لأن العين آلة الرؤية . فهو مجاز مرسل علاقته الآلية. وكقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}( إبراهيم 4) والمراد (بلغتهم) واللسان آلة للغة.

10- علاقة المجاورة: ومعناها أن يذكر الشيء ويريد ما يجاوره، نحو قول عنترة:

فشككتُ بالرمح الطويل ثيابه * * * ليس الكريمُ على القنا بمحرّم

أراد أنه شكّ قلبه المجاور لثيابه، أو أي موضع من جسده.

سر جمال المجاز :

 الإيجاز و الدقة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة .

 




[1] - البلاغة العربية في ثوبها الجديد ج2 ص98

[2] - ومنها قوله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}النحل 98, أي إذا أردت قراءة القرآن ، لأن الاستعاذة قبل القراءة وليست بعدها ، فالإرادة سبب والاستعاذة مسبّب.

[3] - سورة النساء الآية 2

[4] - سورة يوسف الآية 36

[5]- سورة العلق الآيتان 17، 18

[6] - سورة الأنبياء الآية 61


***********************


***********************

اكتب تعليق

تواصل معنا فى رسائل الصفحة

أحدث أقدم